No votes yet
عدد القراءات: 2322

حرية الصحافة في الديمقراطيات في خطر

الكاتب الأصلي: 
Wolfgang Dick
تاريخ النشر: 
28 نيسان (أبريل), 2017
اللغة الأصلية: 

 

 

الصورة: أقفال على الأسلاك الشائكة في أحد السجون في تركيا للتذكير بالصحفيين المسجونين

 

تحرت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن حرية وسائل الإعلام والصحفيين في 180 دولة. الاتجاه المخيف حتى في الديمقراطيات، يكشف عن تقييد الصحافة على نحو متزايد.

لقد تم تحديد "مؤشر حرية الصحافة" في عام 2017 على خريطة العالم - كما هو الحال في السنوات السابقة، وقد قيّم الباحثون من صحفيي (مراسلون بلا حدود) التطورات في العام الماضي. واعتمد في تراتبية الدول بمراعاة حرية الصحافة عدة معايير والتي تحدد صعوبات عمل وسائل الإعلام والصحفيين، من قبيل حوادث العنف والاعتقالات والتهديدات والتخويف والتسلط السياسي. وروعي في التقييم أيضا سلوك السياسيين فضلاً عن قوانين الصحافة والأمن الجديدة لأجهزة الاستخبارات.

ووفقاً لمايكل ريديسك، الرئيس التنفيذي لمنظمة "مراسلون بلا حدود": إن ما يثير المخاوف بشكل خاص، هو أنه حتى المسؤولين السياسيين في أعلى المستويات تصرفوا - علنا وبشكل فاضح - باحتقار مع الصحفيين.

تدهور الوضع في العام الماضي في ما يقارب ثلثي الدول التي شملها الاستطلاع، ليس فقط في الديكتاتوريات، ولكن أيضا على نحو متزايد في الدول الديمقراطية.

 

المؤشر العالمي لحرية الصحافة في عام  2017 . الأخضر يشير إلى الدول المتقدمة في التصنيف في احترام حرية الصحافة، واللون الأحمر يشير إلى الدول ذات التعامل السيء مع حرية الصحافة. المصدر: دليل حرية الصحافة، مراسلون بلا حدود

 

تعرض الصحافة للخطر في الدول الديمقراطية

في فنلندا (الترتيب الثالث وفقا للتصنيف)، قام رئيس الوزراء يوها سيبيلا بإرسال عشرين رسالة بريد إلكتروني إلى محرري الإذاعة العامة YLE، اشتكى في هذه الرسائل حول المنشورات التي تتهمه بالقيام بأعمال تتعارض مع منصبه، وأوقفت مثل هذه المنشورات على إثر ذلك من قبل رئيس التحرير، واستقال اثنان من الصحفيين.

وفي نيوزيلندا (الترتيب 13) أعدت الحكومة مشروع قانون من شأنه توسيع صلاحيات أجهزة المخابرات في مواجهة الصحافة بشكل كبير.

تقول منظمة "مراسلون بلا حدود" إنه في كندا (المرتبة 22) تراقب الوكالات الحكومية الصحفيين الذين يتابعون قضايا الإرهاب، ينبغي أن ذلك سوف يكشف عن "التسريبات" التي تظهر تعاون الشرطة مع وسائل الإعلام. ويحدث في المملكة المتحدة (المرتبة 40) على غرار ذلك، حيث لا تحمي سلطات المراقبة المخابرات البريطانية الصحفيين بشكل كاف.

وجاءت الولايات المتحدة في (المرتبة 43) وفقاً لتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود"، والذي تحدث عن المساءلات المتكررة في المحاكم ضد الصحفيين بسبب تقاريرهم عن المظاهرات. نأى دونالد ترامب بنفسه - مع "الخط المنتظم من وسائل الإعلام الناقدة" - نأى بنفسه عن التقليد الطويل والذي يجعل من الولايات المتحدة كـ "راعية لحرية الصحافة".

يظهر من خلال هذا التقرير تراجع ترتيب هذه الدول في التقييم، حيث تراجعت نيوزيلندا (-8 مراتب) وكندا (-4)، المملكة المتحدة (-2)، الولايات المتحدة الأمريكية (-2)، فنلندا (-2). أما أكبر الخاسرين في هذا التقرير، هي دولة نيكاراغوا التي تراجعت 17 مركزاً لتحتل (المرتبة 96).

محتجون في ألمانيا يدافعون عن حرية الصحافة - بعض المظالم المغفلة

 

انتقادات ﻷلمانيا

ألمانيا التي تراجعت في عام 2016 أربع مراتب - بسبب التهديدات بالقتل ضد صحفيين – حافظت  على نفس الترتيب (16) في عام 2017 . وبهذا صنفت ألمانيا من قبل "مراسلون بلا حدود" تحت درجة "جيد" مع دول مثل النرويج (المرتبة الأولى)، السويد (2)، الدنمارك (4)، بلجيكا (9) النمسا (11) واستونيا (12). ومع ذلك، فقد وجهت انتقادات ﻷلمانيا.

لقد تعرض الصحفيّون في ألمانيا مجددا لاعتداءات متكررة، أو تعرضوا أثناء قيامهم لسلطة إنفاذ القانون أو لوكالات الاستخبارات. تنتقد "مراسلون بلا حدود" قبل كل شيء إجراءات الاحتفاظ بالبيانات والقوانين الجديدة ضد فاضحي الفساد، بالإضافة للنقد الموجه لدائرة الاستخبارات الاتحادية.

الانتهاكات المرتكبة من الحكومات في أوروبا

لقد تدهور وضع حريات الصحافة في كرواتيا (المرتبة 74) بشكل مدهش، واستدل التقرير على هذا التدهور من خلال، على سبيل المثال، القيام باستبدال المدير العام لهيئة الإذاعة بمدير موالٍ للحكومة. والوضع مشابه في بولندا (المرتبة 54/ تراجعت 7 مراتب) والمجر (المرتبة 71/ تراجعت أربع مراتب) فقد تعرض أكثر من 220 من الصحفيين في الإذاعة العامة منذ تغيير السلطة للعزل أو النقل إلى وظائف أقل تأثيراً، وفقا لبحث أجرته منظمة "مراسلون بلا حدود". وفي المجر قام أحد داعمي حكم الأقلية والمقرب من الحكومة بشراء اثنتي عشرة صحيفة من الصحف الكبرى الأكثر أهمية في البلاد، وبالطبع هذا سوف يخنق الأصوات المعارضة.

 

احتجاج في بولندا ضد تقييد التغطية الإعلامية في البرلمان

 

وقُيّم الوضع في تركيا بالسلبي بشكل أكبر من العام الماضي من قبل منظمة "مراسلون بلا حدود"، (المرتبة 155)، فقد اعتقل نحو 150صحفياً، وأغلقت العديد من وسائل الإعلام، لقد تدهورت حرية الصحافة في السنوات الاثنتي عشرة الماضية في تركيا لتتراجع 57 مركزاً في الترتيب. وورد في تقرير المنظمة: "لقد تضررت تعددية وسائل اﻹعلام بشكل كبير".

واستطاعت فرنسا (39) تحسين موقعها (+6 للأمام)، ولكن اشتكت منظمة "مراسلون بلا حدود" من عنف الشرطة في مواجهة الصحفيين الذين رافقوا الاحتجاجات التي طالبت بإصلاح سوق العمل.

بارقة الأمل الوحيدة في هذا العام ظهرت في إيطاليا، السبب: هو انخفاض التهديدات بالقتل من قبل المافيا وبالتالي انخفضت حماية الشرطة للصحفيين.

 

بقعة خطيرة

يشير التقرير إلى أن الوضع لم يتغير في بعض البلدان التي تسود فيها السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام، والسجن وغيره من العقوبات الشديدة ضد الصحفيين غير المرغوب بهم، ومن هذه البلدان: روسيا (148)، ومصر (161) وفيتنام (175)، والصين (176) وسوريا (177) وتركمانستان (178) و (180 في كوريا الشمالية). ويظهر مؤشر حرية الصحافة بقاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأكثر المناطق خطورة بالنسبة للإعلاميين.

 

هذه الرصاصة التي أصابت الصحفي أليكس بالكوبا في مانيلا

 

وفي بوروندي (160) اعتقلت المخابرات هناك عدة صحفيين وأساءت معاملتهم. كما تم الإبلاغ عن مثل هذه التجاوزات التي وقعت في أوغندا (112).

ومع ذلك لفت التقرير الانتباه إلى المراتب التي حصلت عليها كل من ناميبيا (24) وبوتسوانا (48)

واحتلت إريتريا المركز قبل الأخير في القائمة، والتي سمحت مؤخرا بدخول عدد قليل من الصحفيين الأجانب للسفر إلى البلاد ولكن تحت رقابة صارمة.

تقدمت الفيلبين أحد عشر مقعدا (127)، حيث تراجع عدد الصحفيين الذين قتلوا هناك في العام الماضي بشكل ملحوظ.

وفي كولومبيا (129)، كان لاتفاق السلام مع متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية تأثير إيجابي بعد 52 عاماً من الصراع المسلح، فللمرة الأولى منذ سبع سنوات لم يقتل ولا صحفي بسبب عمله.

علِّق

المنشورات: 105
القراءات: 898931

مقالات المترجم