عدد القراءات: 2413

ريم عيسى؛ المهندسة السورية التي كسّرت الصورة النمطية عن المسلمات المحجبات، وكرّمها الاستراليون

 

تكريم لاجئة سورية لدورها التطوعي في استراليا

ريم عيسى: البشر في أي مجتمع هم طيبون و لديهم قيم إنسانية، ولكن هذا يحتاج لتبادل ذات القيم الإيجابية

 

 

السوري الجديد - ملبورن

لا يقتصر حضور المرأة السورية الفاعل على النشاط الثوري في الداخل السوري أو دول الجوار فقط، بل يتعداه إلى كل دول اللجوء حيث توجد المرأة السورية، والتي تؤكد مجددا بنشاطها و تفاعلها حيوية المجتمع السوري ككل، وذلك من خلال قدرتها على التفاعل و التأثير بالمجتمعات الجديدة.

السيدة ريم عيسى واحدة من السوريات التي وصلت إلى شطآن بعيدة عن سوريا هي و أسرتها، وهناك أرادت أن تعبر عن سوريتها الفاعلة و حيويتها التفاعلية من خلال التأكيد على دور المرأة السورية في المجتمعات المحيطة، ولو بأبسط الطرق من خلال نقل خبرتها التي تملكها في هندسة الكمبيوتر، إلى أن حصلت على تكريم من أحد المراكز الاجتماعية التي تعمل بها بشكل طوعي.

 

تخرجت ريم عيسى من جامعة دمشق بتخصص هندسة المعلوماتية، واكتسبت خبرة في تعليم الكمبيوتر للأطفال قبل رحلة اللجوء، لتستثمر هذه الخبرة في التعامل مع كبار السن لاحقاً في تدريبهم على استخدام الكمبيوتر.

و على العكس من بعض اللاجئين من مختلف دول العالم ذكورا و إناثاً، ممن كرسوا صورة نمطية تواكلية سلبية في التفاعل والاندماج مع المجتمعات الجديدة التي لجأوا إليها، كانت ريم عيسى واحدة من الفاعلات في مجتمعها الجديد المحيط بها، وتمكنت من التطوع في العديد من المراكز الاجتماعية من أجل نقل خبرتها لكل من يحتاج لها في تعلم الكمبيوتر و تعليم اللغات وذلك في مجتمع متعدد و متنوع كالمجتمع الاسترالي، و الذي يعتبر مجتمعا مكوناً من المهاجرين من مختلف دول العالم و مختلف الثقافات، وهذا تحديداً هو التحدي الذي كانت ريم عيسى بمواجهته.

تقول عيسى: إن مفهوم التطوير والتدريب لم يكن متبلوراً بالشكل المناسب لدي، إلى أن خضت هذه التجربة، حيث أن أغلب المتدربين في هذه المراكز الاجتماعية من الكبار في السن ومن ثقافات متعددة، وهناك الكثير منهم  التي لا يعرف أو لا يجيد استخدام الكمبيوتر.

وتضيف عيسى: إن المراكز الاجتماعية في استراليا في ملبورن تحاول تطوير قدرات المجتمع على استخدام الكمبيوتر فالكثير منهم يصل إلى أستراليا دون تعليم أو كفاءات علمية، وأغلبهم يتجه إلى سوق العمل مباشرة من خلال احتراف المهن وهذا ما يجعل عملية التعليم أكثر تعقيداً، في استراليا للاسف لايوجد طبقة واسعة أو كبيرة من المتعلمين أو المثقفين، وهذا مايجعل من عملية التدريب والتطوير والإعداد  أمراً غاية في الأهمية.

وفي هذا السياق تؤكد ريم عيسى على رغبتها الشخصية دوماً في ترك بصمة في العالم المحيط بها والأماكن التي تمر بها، ولذلك تحرص على التعرف على أشخاص جدد باستمرار و التفاعل مع مختلف الثقافات والعمل على بناء شبكة من العلاقات البناءة، لاسيما لمن يصل إلى بلاد جديدة لا يعرف فيها أحد.

 

كما تشير عيسى إلى أن مسؤولياتها المنزلية والعائلية لم تكن عائقاً أمام تحقيق ذاتها، وبمساندة زوجها تمكنت من إيجاد الحل المناسب للتوفيق بين نشاطها و اهتمامها بطفلها و أسرتها، وتقول: إن الجلوس في البيت و الركون إلى العزلة يعزز الخوف من العالم الخارجي و يعيق عملية الاندماج، و يحيل المرء إلى  صورة متخيلة سلبية عن المجتمع المحلي وعن العالم المحيط.

وتضيف: " كان هناك تحدٍ كبير باعتبار أني محجبة، و يمكن أن يكون ذلك معيقاً لنشاطي، لكني اكتشفت أن هذا الأمر يمكن تجاوزه ببساطة حينما نقوم بكسر الصورة النمطية عن المرأة المحجبة من خلال التفاعل الإيجابي مع المحيط"

وتنهي السيدة ريم حديثها بالقول: "إن البشر في أي مجتمع هم طيبون و لديهم قيم إنسانية، ولكن هذا يحتاج لتبادل ذات القيم الإيجابية، ولذلك عملت على تشجيع المحيطين بي من أجل إخراجهم من بيوتهم والعمل لأجل دمجهم في المجتمع المحلي الجديد، لاسيما وأن الحكومة هنا تدعم الاندماج بالمجتمع و تعلم اللغة وتطوير المهارات المهنية والعلمية" 

علِّق

المنشورات: 88
القراءات: 703824

مقالات الكاتب