علِّق

المتدبر لكتاب الله بفهم العلماء يعلم يقينا أن تدبير الله وقدرته مخفية وراء الأسباب والدليل على ذلك حالات الموت في الحقيقة أن أجل هذا الإنسان قد انتهى في علم الغيب أي في الكتاب المحفوظ وتدبير الله أن يكون هناك سببا لإنهاء أجله قال تعالى لكل أجل كتاب فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون وهذا ما أراد أبراهيم عليه السلام يراه بأم عينيه حين قال ربي آرني كيف تحي الموتى تم يأتي سؤال آخر هل أعمال الإنسان لها تأثير إيجابي أو سلبي على هذا الكون فالجواب نعم والدليل من كتاب الله ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا وقال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وأما من الناحية الإيجابية فقال تعالى ولو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض .., ثم كيف نعلم ان هذه الأسباب تأتي بالمصاءب هي من الله الدليل من كتاب الله قال تعالى ونبلوكم بالشر و الخير فتنة تم يأتي سؤال يطرح نفسه كيف نعلم أن هذه المصائب هي رحمة من الله أو نقمة يأتي الجواب من كتاب الله فإن أصابت من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فهي رحمة قال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات وبشر الصابرين الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون .وإن أصابت غير المؤمنين فهم صنفين من الناس إما كفار مشتركين و إما عصاة فاسقين مجرمين فالصنف الأول اهلاكهم يكون بإرسال أسباب كونية كالريح والغرق والدليل على ذلك قول الله تعالى في كتابه العزيز (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم )فهذه الريح ما جاءت من تلقاء نفسها ولكن الله أرسلها عقوبة للكافرين وأما العصاة الفاسقين فانظر كيف تكون عقوبتهم قال تعالى (واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )إما أن تكون العقوبة بالسسن الكونية أو بتسليط الكافرين على العصاة المجرمين وهذا ما ذكره الله عندما سلط فرعون على بني إسرائيل وإذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون ابناءكم ويستحيون نساءكم و ذالكم بلاء من ربكم عظيم . فبين الله أن البلاء من عنده وأما الذي جعله الله سببا لتنفيذ هذا البلاء هو فرعون ولماذا استحق بنو إسرائيل هذا البلاء لفسقهم وفجورهم وبعدهم عن طاعة الله.