No votes yet
عدد القراءات: 10791

ميلانيا ترامب ترتدي الحجاب في روما، وليس في السعودية

الكاتب الأصلي: 
Sarah Pulliam Bailey
تاريخ النشر: 
26 آيار (مايو), 2017
اللغة الأصلية: 

 

في اجتماعها مع البابا فرانسيس، ظهرت السيدة الأولى ميلانيا ترامب ترتدي فستاناً أسود بأكمام طويلة من تصميم دوتشي وغبانا، وكانت تضع على رأسها وشاحاً أسوداً، وكانت بذلك تتبع التقليد الذي سارت عليه دائماً السيدة الأولى وهو ارتداء اللون الأسود في حضرة البابا. وقد ارتدت النساء الأُخريات في ذلك الاجتماع فساتين مماثلة ووضعت كل منهنَ وشاحاً بما في ذلك ابنة الرئيس إيفانكا ترامب.

ومع ذلك كان هناك بعض الالتباس حول السبب الذي جعل السيدة الأولى ترتدي الوشاح - الحجاب - في الفاتيكان في حين أنها لم تفعل ذلك في البلد الإسلامي المملكة العربية السعودية.

يقول أحمد العمران في الصورة السابقة: من الواضح أن ميلانيا وإيفانكا كانتا مجبرتين على ارتداء عباءة سوداء مع الحجاب في الفاتيكان (وليس في السعودية).

 

وتضيف صاحبة التعليق السابق: إذاً من الواضح أن الحجاب في الشرق الأوسط هو دليل على الخضوع ولكن الأمر يصبح جزءاً من ثقافتنا عند زيارة البابا.؟

 

وتضيف أُخرى: سيداتي سادتي، هكذا يبدو النفاق: لقد اختارت ميلانيا وإيفانكا توقير المسيحية الغربية وليس الثقافة الإسلامية.

 

يقول روكو بالمو، وهو كاتبٌ في موقع ويسبرز إن لوجيا الموقع الالكتروني الذي يتحدث عن أخبار الكنيسة والسياسة: عادةً ما تتبع الشخصيات الأجنبية التي تزور الفاتيكان مجموعة من القواعد المتعلقة باللباس، على الرغم من أن التخفيف من هذه القواعد كان قد بدأ منذ عهد البابا بنديكتوس السادس عشر. فالرجال عادةً يرتدون بدلة سوداء وقميصاً أبيض مع ربطة عنق سوداء. ويضيف بالمو: فقط الملكات الكاثوليكيات وأميرة موناكو باستطاعتهم ارتداء اللون الأبيض في حضرة البابا. كما تميل النساء إلى ارتداء الوشاح أو الحجاب كنوع من التقليد للنساء الكاثوليكيات اللاتي كن يرتدين هذا اللباس في الكنيسة قبل الفاتيكان الثاني في الستينيات.

لقد خفف البابا فرنسيس من هذه القيود والقواعد وسمح للأساقفة الذين كانوا ملزمين عند لقاءه بارتداء رُستاميّة (رداء الكاهن) سمح لهم بارتداء الياقات الكهنوتية فقط. وتوقف هو عن ارتداء الأحذية الحمراء التي كان يرتديها أسلافه.

يقول بالمو "لقد كان هذا جزءاً من رسالته عن البساطة".

 

حتى الملكة إليزابيث الثانية ارتدت فستاناً أسود مع وشاح تحت  تاجها عدة مرات عندما زارت الفاتيكان في العقود السابقة ولكنها في زيارة عام 2014 ارتدت فستاناً أرجوانياً وقبعة. أما لو كانت السيدة الأولى ستجتمع بالبابا خارج الفاتيكان فإن القواعد تختلف، فقد ارتدت ميشيل أوباما فستاناً أزرق لمقابلة البابا في المطار في واشنطن العاصمة عام 2015.

يكمل بالمو قائلاً "إن المكان الوحيد الذي لا يريد البيت الأبيض ازداءه هو الفاتيكان" ويضيف "من المعروف أن الرئيس الذي يفوز بصوت الكاثوليكي الأبيض يصل إلى البيت الأبيض. لو لم ترتدي زوجته الوشاح لكان الناس يقرؤون عن ذلك اليوم".

يُقال إن النساء المسلمات في السعودية ملزماتٌ بارتداء الحجاب ولكن الأجنبيات غير ملزمات بهذه القواعد. لقد ارتدت بعض الشخصيات النسائية الهامة الحجاب في زيارات رسمية إلى المملكة العربية السعودية ولكن عدم ارتداءه لا يُعتبر بالضرورة إهانة لقادة البلاد. وعلى غرار عائلة ترامب فإن هيلاري كلينتون ولورا بوش لم ترتديا الحجاب عندما زارتا البلاد.

وقالت جين هامبتون كوك، وهي مؤرخة رئاسية ومؤرخة للسيدة الأولى "أعتقد أن الناس يقرؤون عن الأمر ولكنهم يسيئون تفسيره". البابا هو رئيس الكنيسة. أما ملك المملكة العربية السعودية فهو رئيس دولة. وهناك فرق بين لقاء زعيم ديني وإظهار الاحترام لملك يُعتبر رئيس الدولة.

 

وتضيف كوك وعلى الرغم من أن السيدة ترامب لم ترتدِ الحجاب إلا أنها كانت تلبس ملابس فضفاضة تُغطي ساقيها وذراعيها بالكامل بما يتناسب مع معايير الحشمة في المملكة العربية السعودية. إن زيارة ترامب للسعودية لم تكن من أجل لقاء زعماء دينيين أو في بيت للعبادة، وبينما تُغطي النساء السعوديات شعرهن في الأماكن العامة فإن العديد من النساء المسلمات حول العالم لا يفعلن ذلك.

قد يرى البعض قرارات السياسيين الغربيين بعدم ارتداء الحجاب في السعودية أمراً ثورياً. أحدهم وصف زيارة ميشيل أوباما عام 2015 للسعودية وهي لا تُغطي شعرها ب "بيان سياسي جريء" وأثار رد فعل عنيف. في ذلك الوقت انتقد الرئيس ترامب قرار السيدة أوباما عندما كتب على تويتر "كثير من الناس يقولون أنه كان من الرائع أن السيدة أوباما رفضت ارتداء الحجاب في زيارتها للملكة العربية السعودية، ولكن السعوديين بذلك شعروا بالإهانة. لدينا ما يكفي من الأعداء".

بعض الصور على تويتر تُظهر السيدة أوباما والسيدة كلينتون ترتديان الحجاب وتقارن بصور السيدة ترامب بدون الحجاب، ولكن تلك الصور للسيدات الأولى السابقة كانت قد أُخذت في عدد من البلدان الإسلامية (كانت السيدة أوباما في أندونيسيا، والسيدة كلينتون في باكستان). وليس في المملكة العربية السعودية.

 

يقول ميلاني الترك وهو الرئيس التنفيذي لشركة هوت هيجاب، وهي علامة تجارية تبيع الأزياء المحتشمة على الإنترنت: "العديد من الأشخاص يسيئون تفسير الحجاب، ويجعلونه قضية سياسية" ويضيف "أحياناً نُعظم من شأن الحجاب ونعطي القضية أكثر مما تستحق".

أما في إسرائيل فقد زار الرئيس ترامب وعائلته هذ الأسبوع الحائط الغربي الذي هو أقدس موقع للصلاة عند اليهود. ارتدت إيفانكا ترامب التي تحولت إلى اليهودية المحافظة قبعةً صغيرةً أثناء الصلاة أمام الجدار، في حين لم تضع ميلانيا ترامب أي شيء على رأسها.

بهذه الزيارة أصبح الرئيس ترامب أول رئيسٍ أمريكي يزور الحائط الغربي أثناء وجوده في منصبه، وقد ارتدى القبعة اليهودية التي يرتديها الرجال أثناء زيارتهم للموقع الديني. كما ارتدى واحدةً أيضاً لدى زيارته نصب الهولوكوست التذكاري في ياد فاشيم.

 

 

علِّق

المنشورات: 55
القراءات: 522276

مقالات المترجم