عدد القراءات: 8837

اغتيال البلعوس والسويداء تنتفض

هزت محافظة السويداء جنوبي سوريا عصر اليوم ثلاثة انفجارات متتالية، حيث استهدف موكب للشيخ وحيد البلعوس وهو قائد ديني لمجموعة أطلقت على نفسها اسم "مشايخ الكرامة"، وهم مجموعة من المشايخ الدروز الشباب والذين وقفوا سابقاً بوجه النظام ومنعوا سوق شباب السويداء إلى الالتحاق بالخدمة العسكرية كي لا يشاركوا بقتل السوريين، ثم تلا ذلك تفجير قرب المشفى الوطني بالمدينة أثناء نقل الإصابات التي وقعت بالانفجار الأول، وتلاه تفجير آخر داخل محيط المشفى، وقد أدت التفجيرات إلى مقتل عدد من المواطنين ومنهم الشيخ البلعوس مع عدد آخر من المشايخ، وكذلك مقتل عدد من المدنيين المتواجدين قرب المشفى الوطني، مع سقوط عدد من الجرحى ولم تعرف الحصيلة النهائية من القتلى والجرحى حتى الآن.
وعلى إثر هذه التفجيرات التي يعتقد أن واحد منها على الأقل تم بعبوات ناسفة والتفجيرين الآخرين بسيارات مفخخة، توافدت عدد كبير من مشايخ الكرامة إلى المدينة وهم يحملون أسلحتهم وترافق حضورهم بإطلاق نار كثيف، لتتالى الأحداث بعد ذلك بساعات قليلة حيث امتلأت شوارع المدينة بآلاف المؤيدين للشيخ البلعوس مضافاً إليهم عدد كبير من أبناء المدينة والريف القريب، وتمت محاصرة فروع الأمن السياسي والأمن العسكري والأمن الجنائي، ومن ثم محاولة اقتحام هذه الأفرع، ومازالت الاشتباكات مستمرة وتتنقل من مكان لآخر بمحيط الأفرع الأمنية.
إلى ذلك استقدم النظام قوات عديدة وحاصر مداخل المحافظة من كافة الجهات، بينما وردت أنباء عن استيلاء مشايخ الكرامة على عدة حواجز بالمحافظة، منها حاجز رئيسي على طريق ظهر الجبل شرقي المدينة حيث كان استهداف موكب الشيخ البلعوس.
يذكر أن محافظة السويداء شهدت خلال الأيام الماضية اعتصامات وتظاهرات في مركز المحافظة، تحت عنوان "خنقتونا" وهي حركة مدنية سلمية رفعت شعارات لرفع الظلم وإقالة كل مسؤولي المحافظة عامة من المحافظ إلى رؤساء الأفرع الأمنية والمديريات الخدمية وأمين فرع حزب البعث الذي يتهمونه بالفساد، وكانت الشعارات التي هتفت فيها حناجر المتظاهرين "السويدا حرة حرة" و"الموت ولا المذلة" "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" "الله سوريا كرامة وبس" وما إلى ذلك من شعارات أعادت السوريين إلى تظاهراتهم المدنية الأولى التي قابلها النظام بالرصاص، وقد عمد النظام إلى قطع الاتصالات وشبكة الانترنت عن المحافظة منذ بدء الاعتصامات، حيث اعتقد أن الناشطين ينسقون فيما بينهم من خلال شبكة الانترنت ومواقع التواصل، وأطلقوا حملتهم بعنوان "خنقتونا" عبر صفحة على الفيسبوك.
ويتهم الأهالي نظام الأسد الذي قابل السوريين المطالبين بالحرية منذ أول أيام الثورة عام 2011، يتهمونه بأنه رد على تلك التظاهرات باغتيال الشيخ البلعوس ومن معه، وذلك لزرع الفتنة داخل المحافظة، فيما يسود التوتر كافة أنحاء المحافظة وقد حطم المحتجون قبل قليل تمثال حافظ الأسد وسط المدينة.

علِّق