نشرت في .September 17, 2015

 

* هادي البحرة

كل من يدعي الحرص على عدم انهيار مؤسسات الدولة السورية، ويستخدمها حجةً لتأجيل الحسم في سوريا، يخفي فعلياً هدفه الحقيقي وهو تدميرها، دمروا مؤسسات الدولة في العراق وأفقدوا الدولة مقوماتها ومنعوا تأسيس جيش وطني موحد، لتسود ميليشيات مشرزمة يسهل التحكم فيها واستخدام بعضها ضد البعض.
هذا السيناريو يتم تنفيذه في سوريا الان بمشاركة كاملة من الاسد ودائرته الصغرى والطفيليين ممن حوله، نفس هذا السيناريو سيتم انتشاره في العديد من دول المنطقة، بتخطيط او دون تخطيط، فبذوره موجودة وهناك من حرص على ريها، لتثمر حروب ونزاعات طائفية وانعكاسات لصراع قوى ومصالح إقليمية ودولية.
ليس ضرورياً ان تتحكم كاملاً بمثل هذه الحركة التاريخية لكن يكفي ان تزيد من مخاوف كل طرف وكل عنصر من عناصر النزاع ومن واقع هذه المخاوف يصبح ممكناً توقع ردات فعل كل طرف، ويترك للتاريخ ديناميكيته التي تخطها ردود افعال الأطراف. من هذا المنطلق نجد من سار دون ان يدري ومن واقع مخاوفه المشروعة، في سياق هذه الديناميكية.
مازالت أسس التحريض نفسها، الطائفية والمذهبية (سنة وشيعة وعلوية ودروز. الخ) والقومية (عرب-كرد. الخ)، النفوذ القومي للدول (الفارسي -العربي).
واستراتيجية التعاطي مع هذه العناصر هي " فرق تسد "، الأدوات التي جعلت تلك الالية متاحة هي النظام الايراني، نظام الاسد، القاعدة، وداعش.
كل مرحلة من مراحل هذا الصراع ستلزم طرفاً ما على الانتقال من التفاعل غير المباشر مع الاحداث الى الانخراط المباشر معها، روسيا أصبحت أحدث هذه الأطراف. وعند انخراط أي طرف جديد بشكل مباشر، ينتقل الصراع الى مرحلة جديدة، تلزم بردود أفعال من أطراف أخرى، تفضي اما الى انخراطها المباشر أو لتغير في تكتيكها، مما يؤدي الى الرفع من حدته أو التخفيض منها، وفق تحليلها للمرحلة الجديدة فيما يخص توافقها مع مصالحها الوطنية أو ان أدت الى رفع لسوية مخاوفها.
سوريا والمنطقة دخلت مرحلة جديدة من الصراع وستكون بداية لتغييرات أساسية في تكتيكاته، وقد يؤدي الى التدخل المباشر من أطراف أخرى، وربما الى التوسع في رقعته، الى خارج مسرح العمليات الحالي والذي يشمل سوريا والعراق حالياً.

علِّق