نشرت في .November 03, 2015


* فيصل الأعور

 

لا يمكننا فصل الزيارة التي قام بها السيد وزير الخارجية العمانية، يوسف بن علوي، الى دمشق، عن الزيارة التي سبقتها لوزير الخارجية الاسدية، وليد المعلم، الى مسقط. 
نحن نعرف تميز السياسة العمانية عن بقية دول الخليج، من حيث اتباعها سياسة الناي بالنفس، و شاهدنا الانكفاء العُماني عن التدخل في كثير من الأزمات:

من كامب ديفيد المصرية، إلى تجنب الحرب الايرانية العراقية، كما و عدم الموافقة على توسيع قوات درع الجزيرة،  وانسحابها من اتفاقية العملة الخليجية الموحدة، واعتراضها على مقترح سعودي بتحويل مجلس التعاون إلى "اتحاد" .

 

وصولاً عدم التصويت على طرد النظام الاسدي من الجامعة العربية، و تجنب المشاركة في "عاصفة الحزم" و عدم سحب طاقم سفارتها من اليمن رغم الحرب الدائرة هناك. 
و نلاحظ ان سيتسة عمان قريبة جدا من المواقف الايرانية، و يعود ذلك الى تفاهمات كثيرة بين عمان و ايران، اذ تربطهما علاقات استراتيجية قوية جدا. مثلا:

- الشاه كان قد ساعد السلطان قابوس على قمع ثورة ظفار. 
- يتشاركان الاطلالة على مضيق هرمز الاستراتيجي.
- هناك خط ملاحي بين الدولتين، بين مينائي بندر عباس الإيراني وصحار العُماني، ويدعم التبادل التجاري بينهما بما يُقدّر بنحو مليار دولار . 
- و هناك مشروع عماني لاستيراد نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الإيراني سنوياً، وفق أحاديث إيرانية حول نية استخدام عُمان كمركز لتصدير النفط الإيراني. ....................الخ

هذه المصالح الاستراتيجية تضع عمان مباشرة في صلب دعم المواقف الايرانية. لهذا كانت زيارة المعلم الى عمان، و كأنه يزور ايران، و اليوم وجدنا السيد وزير الخارجية العمانية، يوسف بن علوي، يرد الزيارة الى دمشق. 
و تدور تلك الحركات الدبلوماسية في مسعى روسي ايراني لتعويم النظام، خاصة ان الاعلام العماني، و منذ بداية الثورة السورية يذكر الفصائل التي تقاتل الاسد باسم الارهابيين الذين يقاتلون نظام الرئيس الاسد. و لن ننسى أن هذه التحركات تندرج في مناقشة موضوع الارهاب، و سياق التحركات الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي في سورية، مما يتناغم مع ما تطرحه موسكو حاليا. و سبق ان قال مندوب روسيا في الأمم المتحدة، إن مصر والإمارات والأردن وإيران يجب عليها المشاركة في جهود حل النزاع الدائرة رحاه في سوريا، و بناء على ذلك فنظام الاسد يسعى الى اشراك عمان ايضا مع بقية الدول التي تطلبها روسيا، كي يكون هناك زخم سياسي يدعم المواقف الاسدية في تلك الجهود المطلوبة.

فيصل الأعور

مترجم ومدرس

علِّق