السوري الجديد
مبررات المشروع:
كانت البدايات الأولى لفكرة مشروع السوري الجديد منذ منتصف العام 2012 عندما بدأت الأحداث تأخذ منحى طائفياً عنفياً. حصلَ هذا كنتيجة متوقعة مع تصاعد استعمال العنف من قبل النظام بشكلٍ غير مسبوق، ربما في تاريخ العالم، وضد المدنيين تحديداً. ثم جاءت مشاركة ايران وأذرعها الطائفية في المعركة لتترافق مع نكوصٍ مريب للمجتمع الدولي عن نصرة السوريين كأصحاب قضية تحررية محقة. وفي المحصلة، أدت تلك العناصر مجتمعةً إلى تشكل بيئة رحبة ومناسبة لنمو العمل العسكري أولاً، ثم لاستقطاب المتطرفين من كل حدب وصوب، حتى باتوا يحسبون على ثورة الشعب السوري، وصاروا، في نفس الوقت، عبئاً عليها وتهمة لها.
لقد غيرت هذه التحولات الخطيرة في مسار الأحداث وجهة الثورة، فتحولت من نضال للتحرر من الديكتاتورية إلى حرب ذات طبيعة عنفية، غابت فيها تدريجياً قيم التحرر والعدالة والديمقراطية.
وشيئاً فشيئاً، أعادت الحربُ الصراع إلى دوائر الانتماءات البدائية خارج إطار الوطن والدولة، و فرزت المجتمع في تشكيلات جديدة ذات صبغة طائفية أو مناطقية أو قومية. ومع غياب البديل، واستبعاد العقلاء من المشهد نتيجة عوامل كثيرة، بدأت باستهدافهم المقصود من قبل النظام والمتطرفين معاً، ولم تنتهِ مع ارتفاع حدة العنف والألم الإنساني اللحظي، وما نشأ عن ذلك من مشاعر ثأرية غريزية، شكلت بمجموعها مناخاً موتوراً لا يستطيع العقلاء العمل فيه، الأمر الذي حرمهم من فرصة طرح أفكارهم ورؤاهم والتأثير بالناس.
أمام هذه المعادلة الصعبة وجد الشارع نفسه أمام خيارات أحلاها مرّ؛ فإما السير في مشروع المواجهة العسكرية وتحمل تبعاته القاسية، وإما العودة لحضن الديكتاتورية والقبول بها كأمر واقع، وإما النأي بالنفس و النزوح و الهروب خارج مسرح الاحداث بالكامل. هكذا، تعرضت سورية لعملية استنزاف كبيرة، وأصبحت الأرض لمن يحمل السلاح ويستخدمه لفرض أفكاره، وغاب تأثير الوطنيين و العقلاء وقادة الرأي العام بسبب افتقارهم للتنظيم أو التمثيل في إطار يجمعهم.
وإذ شوهت الظروف المذكورة قيم الثورة الأصيلة، إلا أنها كشفت أيضاً عن تهديدٍ عميق يحيق بالإنسان و الجغرافية والهوية السورية؛ تهديد استراتيجي يفوق راهنية النظام الديكتاتوري وتأثيره ولم يعد محكوماً فقط بزواله الضروري والمطلوب. لذا، أصبح من صُلب الواجب الوطني بذلُ كل جهد ممكن لإعادة جمع الشتات السوري، وهذا يقتضي بالضرورة، قبل أي شيءٍ آخر، تشكيل وعيٍ جديد، وإعادة الاعتبار للثورة السورية كحركة تحررٍ وطنية، من خلال تخليص السوريين من تبعات فكر الحرب، مع معالجة الآثار الارتدادية للتركة التاريخية الثقيلة التي سبقت ذلك ،والتي مهدت لانقياد الجموع خلف شعارات الحرب الطائفية التي فرضها النظام، ثم رسختها القوى المتطرفة الوافدة من خارج الحدود.
من نحن
نحن مجموعة سوريين من المواطنين والنشطاء والإعلاميين والشاغلين بميادين الرأي العام والفكر والحقوق المدنية من الداخل السوري ومن بلدان الاغتراب، الملتزمين بقضية الشعب السوري في سعيه للتحرر والخلاص من كل ما يعوق تقدمه نحو المستقبل.
نعمل في هذا الموقع، وفي كل نشاطاتنا، على تقديم رؤية عصرية وخطاب عقلاني يكوّن بيئة معرفية حقيقية للسوريين، ويؤكد على كل ماهو إيجابي في تاريخهم وهويتهم، ويزودهم بما يلزم من معلومات وتحليلات حول ما يدور حولهم في كافة مجالات الحياة، وما يستشرف مستقبلهم القادم والتحديات التي تنتظرهم، ليدركوا وسائل التعامل معها بما يحقق طموحاتهم. كما يعيد الموقع التنقيب في الماضي، ويحفر في الموروث الثقافي والاجتماعي الذي ساهم بتكوين الشخصية السورية، في محاولة لعزل الأفكار التي تعوق السوريين من التقدم. إن كل ما سبق ضروري لتكوين شخصية (السوري الجديد) الذي يهدف المشروع للمساهمة في إيجاده.
من هو السوري الجديد؟:
• المنتمي للأرض السورية بما تحمله من عمق تاريخي وحضاري وثقافي.
• الملتزم بقضية شعبه التحررية، والساعي لإنجاحها.
• المؤمن بقيم الحرية والعدالة والمواطنة، وبسورية المستقبل؛ وطناً حراً يستوعب الجميع.
• الواعي والقادر على فهم و قراءة الاحداث من حوله، برؤية منفتحة ومرونةٍ نفسية وعقلية، وشمولية خالية من العقد والأوهام والأحكام المسبقة.
• الفعال والمبادر والمنتج، الذي يرغب بأخذ دوره في رسم أفق القضية الوطنية السورية، وبذل ما يستطيع من جهود، وبذل ما يتوفر لديه من إمكانيات في سبيل الانتقال بسورية إلى عصر جديد.
أهداف المشروع:
• إعادة تعريف الهوية السورية ووضعها في سياقها التاريخي و المعاصر.
• استعراض المشكلات التحديات التي يتعرض لها السوريون بكل جرأة ومسؤولية والعمل على إيجاد حلول لها.
• توفير منصة اعلامية تقدم المعلومات والتحليلات اللازمة للمساهمة في تشكيل وعي جديد للسوريين قائم على المعرفة والادراك والتفاعل مع المحيط.
• استقطاب الشباب السوري المبدع في كافة المجالات ومحاولة جمع هذه الجهود ودعمها وتقديمها للجمهور ضمن سياق فعال ومركز ،للمساهمة في استعادة دور الشباب السوري وتأثيره في توجيه و قيادة العملية الوطنية.